جلسوا أربعتهم تحت ظل شجرة الصفصاف، ربيع النورس يحدق في خصلات شعر يارا الغريب الذهبية. تقترب منها فراشات بيضاء صغيرة تمسكها بين راحتي يديها ثم تطلقها للأعلى وهي تضحك مما أدخل السرور إلى قلبه عندما رآها سعيدة.
عزف ربيع النورس لهم على غيتاره. دندن مع اللحن بعض الأغنيات الإنجليزية
ويارا الغريب تردَد معه الكلمات بطلاقة.
لعبوا (الغميضة) وفي آخر جولة استطاع ربيع النورس الإمساك بيارا الغريب، قبل أن تصل إلى الشجرة المتفق عليها، ولخفة وزنها، وقعا على بعضهما وتدحرجا على العشب، والتقيا وجهاً لوجه. فزعت وهي في حضنه وبين يديه، وأصابعه حول خصرها. نهضت بسرعة وغادرت تهرول إلى بيتها. غمزه نبيل وركب كل منهم على دراجته الهوائية وانسحبا مرتبكين"
"تراجعت للخلف، شعرت أن باقات الزهور تتدحرج على الأرض، وخرجت للشارع.
إنه الثلج ...
ريش السماء الطاهر
تمتلئ به وسائد الموتى، لينثروه علينا
ليوقظوا الغفلة من قلوبنا
الثلج بوابة الذكرى لهم
ندفٌ رقيقٌ في هبوطه
يكلل الأرض ببساط كبير يتسع للجميع
أحمل قدماي في حذائي الثقيل، ادفعهما بين الثلوج بإصرار
أتحس دائماً من رحلوا عنا مع نزول الثلج"
الكتابة عشق قديم أمارسه في الخفاء، وكتاباتي كانت في طي الكتمان والأدراج لسنوات طويلة، ولم أفكر سابقًا بالنشر إلى أن شاركت عام 2013 في مسابقة سواليف الأدبية وفازت قصتي (المدينة الحجرية)، قررت بعدها البدء بنشر كتاباتي وأحصل على عضوية رابطة الكتَاب الأردنيين عام 2019.